صدرت في العام 2004 وثيقة عن جماعة(جملة)التي اسسها ضباط إسرائيليون ،وكتبها يوريس شوستيف حيث قال: (إن التطهير العرقي لكل فلسطيني هو الحل الوحيد الممكن للنزاع الفلسطيني الإسرائيلي،وأن التوراة جاءت لتؤكد هدا الحل)، وقد جاء في الوثيقة (أنه في حال فشل المجتمع الدولي خلال ثلاث سنوات أو خمس سنوات بإقامة دولة للعرب الفلسطينيين في موقع ملائم فإنها ستضطر إلى البدء بإبعاد العرب إلى الاردن وسيناء وغزة) وتعتبر الوثيقة أن العراق يمثل نموذجا ملائما لتوطين الفلسطينيين خاصة بعد الإحتلال الأميركي ،وعلى اعتاب التقسيم الطائفي ،وقبل ستة أشهرشارك سلام فياض رئيس الوزراء الفلسطيني بمؤتمر(هرتسيليا )حول الخطوات المستقبلية للأمن الصهيوني خلال الخمسة عشر سنة القادمة.
في الذكرى الثانية والستين لإغتصاب فلسطين وتاسيس دولة إسرائيل العنصرية،بادر بعض العرب لتوجيه برقيات التهنئة إلى القادة الصهاينة،يباركون فيها تأسيس دولتهم على أنقاض وجثث الفلسطينيين (العرب)،وعلى رماد إحراق المسجد الأقصى في 1967،وعلى تهويد القدس،وتهجير الفلسطينيين في نكبة جديدة وبالتوازن مع برقيات التبريك والتهاني،كانت أوامر الحصار على غزة لا زالت تصدر وتنفد،وأنفاق الحياة المتواضعة تغلق بالجدار الحديدي تحت الأرض على الحدود المصرية، وفي عام 2006 ، أعلن معظم العرب معارضتهم للمقاومة واتهموها ( بالمغامرة) وحاصروا سوريا،واعلنواعدائهم لإيران الإسلامية،واتخدوها عدوا وحيدا،يهدد الأمن العربي،وتحالفوا مع إسرائيل وملفها النووي،بسكوتهم عن الرؤوس النووية الإسرائيلية الجاثمة على أرض فلسطين المغتصبة،وعل حدودهم في النقب وغيرها/و لم يكتف العرب بذلهم بتوقيع معاهدات الإستسلام،بل تجاوزوا دلك لمساعدة غسرائيل وأميركا للقضاء على المقاومة،وإمداد إسرائيل بالغاز والتطبيع وتبادل البضائع وفتح الأجواء والقنوات المائية لتسهيل اعتداءاتها على الأشقاء العرب والمسلمين.
ويتساءل اللبنانيون…؟
متى سيرسل العرب التهاني باحتلال بيروت ودمشق…ومتى سيرقص العرب رقصة السيف فرحا بتدمير جسر المسجد الأقصى وبناء هيكل سليمان بعدما تم بناكيس الخراب ومن يبارك تاسيس إسرائيل ...الن يبارك العرب بالترانسفيرالفلسطيني الجديد لعرب 48،مقدمة لإعلان الوطن البديل في الأردن أو العراق المهدد بالتقسيم ،سواء بالكونفديرالية مع الضفة الغربية،او بالدولة الواحدة الهاشمية ذات الوجه الفلسطيني،كما أعلن أعضاء الكنيست الإسرائيلي ،وكما صرح نائب الرئيس الأميركي،خاصة وأن نسبة الفلسطينيين في الأردن تتجاوز الـ 50% بالماية من دفع الحكومة الأردنية لمنع الجنسية عن أولاد الأردنيات المتزوجات من الفلسطينيين.
ألا يمهد العرب بمباركتهم دولة إسرائيل،التي أعلنت يهوديتها،وبالتالي تهجير أي عربي داخل حدودها، لتوطين الفلسطينيين في لبنان وسوريا خصوصا،والقضاء على حق العودة،وبناء الدولة الفلسطينية المستقلة،مع ما يؤدي ذلك لنتائج كارثية داخل لبنان خصوصا والتوازن الكياني،والذي يهدد السلم الأهلي عموما،والوجود المسيحي خصوصا،ضمن خطة صهيونية منهجية،للقضاء على المسيحيين الشرقيين لما يمثلون من أصالة عقائدية،بعيدة عن التوجه المسيحي الغربي،خاصة بعد تهجيرهم من فلسطين بعد الاحتلال الإسرائيلي،ومن العراق بعد الاحتلال الأميركي،والمحاولات المتكررة في لبنان بواسطة بعض القوى المسيحية المتحالفة مع المشروع الإسرائيلي بقناع أميركي والمغطاة ببعض رجال الكنيسة.
وحتى نحمي لبنان من الاحتلال والتوطن والحرب الأهلية ،أو الإستعمار الجدد عبر الاتفاقيات الأمنية والإدارية الرسمية مع أميركا،ومن ثقافة العداء للأشقاء،وحتى يبقى لبنان موحدا وحرا ومستقلا وحتى يبقى الأمن لمواطنيه ولا تعود المجازر الإسرائيلية،تفتك باللبنانيين في كنائسهم ومساجدهم وعلى الطرقات،لا بد من حماية ثقافة المقاومة ومجتمع المقاومة… وأدواتها ومنها السلاح فلا ينشغل اللبنانيون بالسجال لنزع سلاح المقاومة وإبقاء المخالب الإسرائيلية تنهش في الجسد اللبناني عملاء وقنابل عنقودية وخروقات يومية.
المقاومة بين فكي التهاني بتأسيس إسرائيل والقرارات الدولية المحاصرة لها،والطعنات من بعض اللبنانيين والعرب،لا تزال حاضرة وقادرة رغم الصعوبات وأثبتت قدرتها على حماية لبنان،وتحقيق التوازن والرعب أو الردع،والظاهر أن البعض لا يتحمل جرعات الكرامة الوطنية المرسلة من الأهالي والجيش والمقاومة على الحدود الجنوبية،وهم يتحدون العدو الإسرائيلي حتى آخر شبر من الأرض.
د.نسيب حطيط